من سمات القيادة عند علي رضي

نموذج علي رضي في القيادة: اعتماد الإنسانية

“علي رضي”، اسم لمع في سماء البحرين في أواخر التسعينيات وحتى وفاته العام 2012، هو مسئول بحريني تقلد عدة مناصب في الدولة بدأ من الصفر في وزارة التجارة بعد تخرجه، ولفت النظر بقدراته وإمكاناته الفذة ونجح في تنفيذ العديد من المشاريع الحكومية المتميزة مما سهل له الطريق ليترقى ويتبوأ مناصب عليا حتى خرج من الوزارة بمنصب وكيل مساعد للتجارة المحلية، وآخر منصب رسمي له كان الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل، توفي عام 2012 إثر سكتة قلبية مفاجئة رحمه الله.

عرفته شخصيا في العام 2003 أثناء عملي صحفيا أغطي الأخبار التقنية، وعملت معه في مشاريع كثيرة بصفة متقطعة حتى العام 2006 حينما تم تعيينه ليقود دفة مشروع هيئة تنظيم سوق العمل حينها فطلب مني الانضمام إلى طاقم الهيئة موظفاً رسمياً، لأشرف على الخدمات الإلكترونية وتصميم موقع الهيئة الإلكتروني والمحتوى الذي يقدم للعالم، ثم تسلمتُ إدارة العلاقات العامة والإعلام والتواصل حتى انتهاء مدة تعيينه رئيسا تنفيذيا لهيئة تنظيم سوق العمل في العام 2011، وعندما درستُ علم وفن القيادة وجدتُ أنه كان رحمه الله قائدا فذا بالفطرة يجمع ولا يفرّق، يحبه جميع من عمل معه.

شهدت معه الكثير من الإنجازات والكثير من الفشل والكثير من التحديات والمصاعب والإخفاقات والتغييرات والنجاحات، وأكثر ما شدّني فيه عدم تأثره بالفشل ولا النجاح، بل يعتبرهما أمران لا قيمة لهما، المهم عنده هو الاستمرار في العمل نحو تحقيق الأهداف.

وفيما يلي نستعرض بعض سماته القيادية التي ميّزته عن غيره عسى أن تكون نبراسا للأجيال القادمة من القياديين، وأقترح أن يتم تدريسها في الدورات القيادية:

  • كان لا يبخل بالمعلومات على من حوله من الموظفين بل يجعلهم في الصورة الأكبر كي يفهموا من أين تأتي القرارات وما مصدرها،
  • كان يستخدم سلطته بعقل وحكمة بغير عنجهية ولا تعسف ولا يخشى زوالها،
  • كان متواضعا مع الجميع وبابه مفتوح لكل موظف أو مراجع،
  • يحرص على إيجاد البيئة المحفزة للآخرين من خلال تشجيعهم ومدحهم والوقوف معهم في محنتهم إن تطلب الأمر ذلك،
  • مهووس بتحسين الأداء وتحقيق النتائج بشكل يومي مما جعل البعض يسميه البلدوزر لكثرة أفكاره ومتطلباته، ولذلك حصل على المرتبة الأولى في مسابقة التميز الحكومي في أولى نسخة لها،
  • مهووس بكيفية حساب الإنتاجية في كل مجالات العمل،
  • لا يوجد في قاموسه المستحيل،
  • ينظر الى الربح والخسارة بنفس النظرة الموضوعية،
  • يؤمن إيمانا تاما بالتقنية وأنها الحل لزيادة الإنتاجية والقضاء على الفساد والمحسوبية والمزاجية،
  • أول من حوّل خدمات العملاء الحكومية إلى بيئة تشبه بيئة لوبيات الفنادق الفخمة والمقاهي،
  • عندما يرى فيك كفاءة يلمحها وينمّيها حتى لو كنت مراسلا عنده، وكم من مراسل بحريني عمل على تطويره حتى أصبح بعضهم يرأس أقساما فيما بعد،
  • ذو عبقرية فذة في تحويل المصاعب والتحديات إلى فرص،
  • مدمن على العمل حتى في سفراته ووقت راحته وإجازته،
  • يعتمد مبدأ الكفاءة في التوظيف،
  • يحب الالتقاء بالجميع فكان بابه مفتوحاً للقاصي والداني، بل كان يذهب بنفسه إليهم ويلتقيهم ويسألهم،
  • يخصص من يومه وقتاً لزيارة الموظفين فرداً فرداً يعرفهم بأسمائهم وتخصصاتهم والمشاريع التي يعملون عليها ومهماتهم،
  • يعرض أفكاره وخططه على الجميع ويستمع للآراء والأفكار والانتقادات،
  • يعقد اجتماعات دورية للموظفين جميعا لإطلاعهم على المستجدات،
  • يدفع من جيبه أحياناً لتسيير الأمور،
  • يدافع عن موظفيه بشراسة أمام الغير ويتحمل خطأهم،
  • من مقولاته الرائعة “جرّب أشياء وطرقاً كثيرة وحافظ على التي تعمل وتحقق الهدف”،
  • لا يستنكف أن يجلس مع العمال الأجانب وصغار الموظفين ويضحك معهم ويشرح لهم ما أشكل عليهم ويساعدهم،
  • يرد على كل المكالمات التي تأتيه على نقاله ومكتبه حتى لو لم يعرف المتصل،
  • يعلّم من حوله وأصدقاءه والسائلين أصول العمل ويوجههم حتى في حياتهم الخاصة إن استدعى الأمر،
  • يعمل على رفع مستوى من حوله وتدريب وتوجيه وتعليم الآخرين،
  • يحرص على راحة الموظفين ويهمّه ما يهمّهم،
  • يحضر العمل في الصباح الباكر قبل الموظفين ويخرج آخرهم،
  • في الاجتماعات والندوات يكون متواضعا ويجلس صامتا حتى يحين دوره ولا يغرق الحاضرين في تفاصيل لا تعنيهم ولا يضيع وقتهم فيما لا فائدة فيه،
  • لديه القدرة على ابتكار الحلول الإبداعية لأصعب المهمات والمعضلات،
  • لديه القدرة على إنكار الذات وإرجاع الفضل في الإنجازات إلى غيره، ويقول في ذلك المهم عندي الإنجاز وليس الاحتفاء به،
  • الحس الإنساني لديه عال جدا فيحاول دائما مساعدة الآخرين بما يستطيع حتى من جيبه الخاص،
  • لديه قدرة عالية على تحليل الأرقام والبيانات يستشف من خلالها الخلل – إن وجد – والحلول الممكنة والفرص الواعدة،
  • يستمع للجميع بل ويشجع الآخرين على التحدث،
  • لا يقبل الموافقة العمياء على أفكاره ومقترحاته، ويتقبل أية فكرة جديرة بالتنفيذ،
  • يحرص على عقد فعاليات اجتماعية للموظفين ويحضرها بنفسه،
في بيته مع صديق عمره يونس الهرمي يعملان على أحد المشاريع
يمازح الموظفين أثناء اللعب


نُشرت بواسطة

Waheed Albalushi

Corporate Coach, Consultant, Trainer and Motivational Speaker. Helping people to find their best values and become better communicators

تعليقان (2) على “من سمات القيادة عند علي رضي”

  1. رحمة الله عليه.. تعاملي معه كان لمرة واحدة بالهاتف.. حينها سألني من أين حصلت ع معلومة كنت نشرتها، ولم يكن هدفه معرفة الشخص اكثر مما هو معرفة ان المعلومة خرجت من موظفيه او من خارج المؤسسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *